لا تكن شاعرًا / نصّ منشور.
نُشر النصّ على موقع ألترا صوت 👇🏻
¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶
"ما هو إلاّ آدميّ شقيّسمّوه بين النّاس بالشاعر"للشاعر: علي محمود طه.×××××××
لا تكن شاعرًاإنني أسحبُ نصيحتي السابقةهل قلتُ مِن قبل كن شاعرًا؟أوه، لابد أنني كنت أمزحأتعرفُ ما معنى أن تكون شاعرًا؟إن اللمسة التي _سوف_ تعبركلن تستطيع أن تمر بهدوء_فيكَ/ عليكَ/ منكَ_ستصنعُ منها قصيدةبل قصائد كثيرة، مُتكاثرة.الرجفةُلن تكون مجرد رجفة،يزولُ حضورها بالسكونِ؛إنها دائمةتنبثقُ فيكتنبضتتدفقشئت أم أبيت.حين تكون شاعرًاالصورة لن تراها بعينك التيتحملها في وجهك؛لك عين خفيّةفي مكان ما خفيّ ( قصيّ) فيك!في يدكَ، مدفونة في قاع قدمك،أو في الندبة المخبّئةبعنايةٍ خلف القميصفي الجلدِ، أو أسفلهأو أسفل أسفله.قد تقف أمام لوحة الغروبفي معرضٍ زرتهُو ترى حجم الشمس المرسومةو ألوان الغروب على قماش اللوحةلكنك لن تستطيع قول:الغروب.ستقول قصيدة طويلةلن تجد آخر سطر لهامطلقا.ستتمدد العباراتلن تنكمشلن تتوقف الكلماتلن تجد النهاية...في المنتصف تدورالبداية تجذبكتشدّكالنهاية تناديكبين جذبٍ وشدّلا تكن شاعرًاأرجوك.مواء القطة السوداءخلف نافذتكقصيدةالحصاة في الشارعقصيدةالصحن المكسور في المطبخقصيدةالأشياء كل الأشياءقصائد طويلةلا نهاية لهاالذبابة الطائرة، فوق رأسكقصيدةأثوابك المشنوقة في الخزانةقصيدة وجودكلا تكن شاعرًاسترهقك الصورستتمدد الكلماتلن تستطيع الامساك بهاستحلم يوما بأن تقول وأنت تمر بعد عودتكمن عملك، ماشيا، متثاقلا تحملُ تعبكبجانب سلة نفايات موضوعة عند ملعب كرة قدم للصغارفيمَ وقع نظرك على الحاوية:كرةُ قدمٍ مثقوبة.وتنتهي الجملةولكنك لن تستطيع وضع النقطةتتمدد الكلماتتتكاثر، تتوالدُتُمسك بالنقطة بقوةفي يدكَستضعها الآنولكن، لاالقصيدة طويلةلا مكان للنقطة في حياة الشاعرلا تكن شاعرًا.
_عائِشة سُليمان.
تعليقات
إرسال تعليق