بول أوستر مُحدقا في المرآة_ حول سيرته حكاية الشتاء.
![صورة](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgHEd5wnT3fJmvRitBm2-i86ZSxji1LXPhFIqby2gdOm7Fg7AoHdkqANdpGvPutKMKwkz0TPoefvtoAze8IyCGhr4oi0jJ1aLPMTFRO2Ax8w-XnEYB5rQxk3dU5_pXAqPNeaaGAkcseQafO/s320/IMG_%25D9%25A2%25D9%25A0%25D9%25A1%25D9%25A8%25D9%25A1%25D9%25A0%25D9%25A3%25D9%25A1_%25D9%25A1%25D9%25A1%25D9%25A5%25D9%25A0%25D9%25A1%25D9%25A2.jpg)
لطالما طالك الفضول لقراءة سيرة كاتب وقعتَ في غرامه،ومازلت تفغر فاهك في كل مرة تقرأ له عملا ما. لكنك ما إن تقبض على إحدى كتبه المنتمية لجنس السيرة الذاتية، حتى تشعر بأنك تُمسك بين يديك بالكاتب الذي لطالما أحببته،ليس لأن الكاتب يقول الكثير في كتابه؛ولكنه أنت من بدأت ترى كيف يُعرّي هذا الكاتب ذاته في كتابه. إنه يقشر نفسه،من دون أي خوف قد يعتريه، ومن دون أن يشوّه الذات الكاتبة أو يُعكّر صفو الصورة الذهنية للمتلقي. وحده بول أوستر من يكتب هكذا. هذا ما رأيته. كتب يوميات سرديّة بتقنية الفلاش باك. حوادث عادية يومية قادرة على أن تقلب موازين حياتنا وأحلامنا، أوستر سلّط عليها الضوء.يرى أوستر أن السرد يبدأ أولا في جسده ومن جسده وينتقل من الطفوله، الصبا، إلى الشيخوخة. يمكن القول أن ما تركه أوستر في هذه السيرة هو صورة بانورامية للإنسان والحياة، والجسد، الروح، وللغريزة، وللشيخوخة كذلك. كل هذا قد وضعه في قالب سرديّ لاهث. هذه اليوميات كثيرة الحركة، بل إنها لا تكف عن الحركة، تقفز وتتحرك، وتتسم بالعاطفة التي لطالما حاول أوستر إخفاءها. سيجد القارئ أنه يقف في منتصف أزمة الموت التي إتّكأ عليها أوستر حين ...