المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2020

لا تبتلعني...

صورة
"يا رفيقي العزيز، أنا أعترف بأني حرضتكَ على المضي معي إلى الأمام، ومازلت أحرضكَ من دون أدنى فكرة عن مآلنا، أو ما إذا كان علينا أن نكون ظافرَيْن، أو خاضعَيْن تمامًا ومنهزمَيْن." _والت ويتمان *(1) _   ماذا عن آخر مرة سحبني فيها كتابٌ لداخلهِ، امم متى كانت؟ ومتى قرأتُ كتابًا، وأنهيتهُ في يوم واحد، متى آخر مرة، متى؟  الأكيد أني لا أتذكر، فبعد أن تتحوّل لناقد، ومدقق *(2) ، وكثيرة هي أصوات رأسك؛ لن تستطيع أن تقرأ من باب القراءة، القلم عالقٌ في الفراغ بين سبابتك والوسطى.  أن تقرأ لأنك بحاجة للقراءة، تقرأ حكاية كتابك دون أن تُقلقك فاصلة منقوطة حُوّلت لفاصلة، أو دون أن تسمع صوت أنفاس نقطة زائدة بعد علامة استفهام أتمّت التساؤل. أن تقرأ الحكاية فلا يُزعجك خطأ مطبعيّ، أو سقطة نحويّة؛ فهذا ليس شأنك، وقد طُبع العمل، عليك بالقراءة، مرر النظر، هيا اقرأ.  ولكنك لا تستطيع. أنا لا أعرفُ كيف أُعلّمُ نفسي قراءة الكتب، والأشياء دون الإطالة فيها؛ لعلهُ اضطراب داخليّ، ثم كيف أُسكتُ أصوات رأسي؟  صَه، صه، يا أصواتي الملعونة.  صوت لا اسم له، يرتفعُ مرارًا، يقبعُ من سنوات في رأسي، أحي...