المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2020

مرثيّة التأبين/ كتاب كارل: قراءة.

صورة
_ "في الأسابيع بعد ٩ تشرين الأول هذه السنة؛ وذلك يعني في أول يوم عدتُ فيه ثانية إلى الكتابة، وإن كانت بضع كلمات، بدأتُ أشعرُ بوجودهِ بصورة قوية. لم أشعر به في الأسابيع الأخيرة. أين هو؟ في اللا مكان. يفرض السؤال نفسه طوال الوقت، وليس هناك من جواب. أخشى أن أنساه. أن أنسى إحساسي بجسده، صوته، ضحكته. أخاف أن يتلاشى أكثر وأكثر ويختفي يوما بعد يوم. أن يختفي على إيقاع شفائي. أمر لا يُطاق. وربما الطريقة الوحيدة التي أتشافى بها." ما كتبتهُ نايا في التاسع من كانون الأول ٢٠١٥، وقد أعلنت خوفها، الخوف الذي دفعها لكتابة كتاب كارل؛ خافت تآكل صورة كارل، ابنها الأصغر، الذي فقدتهُ في حادث مأساوي شنيع، في ليلة لن تتعافى ذاكرتها منها، مطلقا. افتتحت العمل الأدبي بوصفٍ تفصيليّ هادئ النغمِ، لصورةٍ حركيّة لها مع ابنها الأكبر، وهما يتشاركان نخب ذاك المساء، نخب الحياة، نخب العائلة، قبل الهنيهةِ التي سيرنُّ فيها الهاتف: " من ذا الذي يتصل بساعةٍ متأخرة مساء السبت ؟" ودون إكمال الحكاية مباشرة، والإجابة على السؤال، تستذكر نايا حلمًا، كان يراودها، ثم تبدأ باستذكار تفاصيل ميلاد ابنها الأص...