المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2019

خواء / ما يشبه الحكاية (١)

كُلّ شيء في مكانه، الأشياء ثابتة، فقط الريح تمشي كيفما شاءت في المكان. لا أصوات، لا روائح، لا أحد. خواء . صوتٌ يخرج من الدولاب، أحد ما يتحرّك. لطالما آمنتْ و أخبرتهم أن كل شيء يتحرّك، حتى الجمادات الساكنة تتحرك، حتى الكتب؛لكنهم ضحكوا عليها، مُشيرين لها ( بالجنون والعته). حشرَتهم مرة في غرفتها وأغلقت كل شيء، كل شيء مُحكم الإغلاق، وقالت: احبسوا هذا النَفس النتن اللعين، لا تأتوا بحركة، وانصتوا جيدا؛ إنهم يتحركون، يسيرون. في حركة جماعيّة وكأنهم اتفقوا واعتادوا على فعلها، كمموا أفواههم وأنوفهم براحة أياديهم ، وارتعشت السيقان في البناطيل. النافذة اتسعت عينها الهَرِمة، المروحة لوت عنقها لترى جيدا، الباب ابتسمَ مقبضه، والسرير لم يعر الأمر انتباها. وقفتْ هي عند الدولاب، في تلك البقعة الأكثر ظلاما، و أشارت بحركة رشيقة من يدها إليهم أن انتبهوا، الآن، لا تفوتوا المشهد. حبسَ أحدهم ضرطة كادت تخرج من بنطاله، كثيرا ما كانت تستيقظ الغازات في بطنه ساعة قلقه. قال سرا في داخله: اللعنة، لن أمسكها هذه الضرطة اللعينة أكثر، ستُفجّر أمعائي لو حبستها؛ هذا ما قاله لي الطبيب. يا إلهي ستنطلق. انتظري يا ضرط...